أصدقائي الاعزاء , مقالي اليوم سوف اناقش معكم فيه مسألة في غاية الاهمية , يمر بها معظم الشباب في فترة معينة في حياتهم , ألا وهي فترة إكتشاف شريك حياته , وحيث إنني بلغت عامي الثامن والعشرين , فأنا معكم في هذه الفترة , وقد قرأت كثيرًا في هذا الموضوع , وبحثت أكثر , حتى توصلت إلى نتائج ستنير لكم الدرب , وستساعدكم في إكتشاف الشريك المناسب , سواء للشباب أو الفتيات , وسوف أناقش الموضوع بصيغة المذكر ولكن هذا الكلام ينطبق على الفتيات في المقابل فبسم الله نبدأ :
شريك الحياة لا يتم إختياره بل يتم إكتشافه وهذا الإكتشاف يجب أن يمر بثلاث مراحل لكي يكون على أساس سليم وعلاقة تصل إلى ” اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ” بمعنى أن تكون علاقة مترابطة ومتصلة في الدنيا والاخرة وهذه المراحل الثلاث هي :
المرحلة الأولى هي الإرتياح : وهو الشعور بالراحة النفسية والإحساس بالطمئنية والسعادة ” اذا نظرت اليها سرتك ” التي تؤدي إلى الحب ما بين الطرفين ولكن هذه المرحلة لا يبنى عليها قرار الإرتباط بل تبنى عليها المرحلة التالية من الإكتشاف للوصول إلى شريك حياة مثالي
المرحلة الثانية هي التوافق الفكري والحياتي ” تصلح ان تكون إمرأتك وليست زوجتك ” : في هذه المرحلة تكون توصلت الى الفتاة التي تشعر بالراحة النفسية معها ” اذا نظرت اليها سرتك ” بالإضافة إلى ذلك هناك توافق فكري بمعنى طريقة التفكير متشابهة ” متفاهمين ” ليس هذا فحسب ولكن هناك توافق في أمور المعيشة ” إنسجام في إدارة شئون الحياة ” ويجب ان ننتبه كثيرا فكثيرا من الشباب في هذه المرحلة يقوم بالارتباط ولكن في هذه المرحلة يكون الإنسان قد توصل الى ” اكتشاف امرأته وليس زوجته ” ويكون بينكم حب ولكن هذا الحب من الممكن ان يقل مع الوقت الى أن يتلاشى وإمرأتك لا تستمر معك واذا استمرت معك في الدنيا فلن تكون معك في الأخرة وهذا ما حذرت منه في عنوان مقالي وسوف يتم فهم هذه الجملة أكثر في المرحلة التالية
المرحلة الثالثة هي ” التوافق في الأخلاق والعقيدة ” وهي آخر مراحل الإكتشاف اذا نظرنا إلى القرآن الكريم سوف نجد أن المرأة التي تصل الى مرحلة الإنسجام الكامل مع شريك الحياة والتى تستمر معه في الدنيا والاخرة اطلق الله عليها اسم الزوجة وهنا يتحول الحب إلى المودة وهي اشمل وتستمر وتدوم عن الحب وتستمر في الدنيا والاخرة ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” .. “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ”
وإذا لم تتوافر المرحلة الثالثة وحدث إرتباط فإننا نجد ان المسمى اختلف في القرآن الكريم فيطلق عليها امرأتك وليست زوجتك قال تعالى “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا” .. ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ ” .. هنا نقص عامل التوافق الخلقي والعقائدي رغم أن بعضهن ارتبطن بنبي ولكن عامل الكفر جعل منها إمرأة نوح أو امرأة لوط وليست زوجته . وكذلك حينما كان” فرعون” كافرا والطرف الاخر ” آسيا ” مؤمنة اطلق عليها لفظ إمرأته وليست زوجته .
في ختام مقالي أود ان أخبرك يا صديقي انك لكي تصل إلي مرحلة الإتزان والإستقرار يجب أن تركز من البداية على إختيار وإكتشاف زوجتك المشابهة لك والمناظرة لك فهي التي سوف تستمر معك في الدنيا والاخرة , واحذر من الوقوف عند المرحلة الثانية وهي إختيار امرأتك . ونسأل الله عز وجل ” رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ” .